سميت موضوعي "تعلم الترجمة من حرف الألف إلى حرف الكاف لعلمي انه لا يوجد مترجم إلى الآن وصل إلى حرف الياء.
سأقوم في موضوعي هذا بوضع دروس لفن الترجمة عسى الله أن ينفع بها المسلمين والمسلمات
وأول درس سأقدمه هي مقدمة عن الترجمة:
قبل أن تبدأ تترجم، اعلم اخي ان المترجم لن يجد الثناء لترجمته لعدم وعي
الناس بما يصنعه ذلك المترجم من بحث في المعاجم والقواميس وجهد وتعب
لإيجاد المعنى المناسب، فليس لك إلا أن تطلب الأجر من الله عز وجل فقط،
ولا تتنتظر ثناءاً من أحد إطلاقاً.
ما هي صفات المترجم
انظر إلى نفسك
واسألها ألأسئلة التالية:
هل أنا ملم بجميع قواعد اللغتين التي أنقل منها وإليها؟
هل أنا مطلع على الاخبار والثقافة وأنا من القراء النهمين؟
هل أنا عالم بثقافة الشعوب الأخرى التي سأترجم إليها؟
ثلاثة أسألة إن كانت اجوبتك عليها بنعم ، فسوف تكون مترجماً مبدعاً.
الأمر الثاني: ماذا يجب أن تعرفه عن النص؟
أولاً: عليك عندما ترغب في ترجمة نص ما سواءاً كان عربيا أم انجليزيا أن
تفكر وتحلل ما هو نوع النص الذي تريد ترجمته. (أهو نص
ديني\سياسي\اجتماعي\اقتصادي\أدبي إلى أخره) لأن معرفة نوع النص يؤدي إلى
التزام المترجم ببعض القيود، فمثلاً لو كان النص الذي تنوي ترجمته نص
ديني، فسوف يتوقع من المترجم أن يتقيد ببعض الكلمات الدينية المناسبة
للموقف وهكذا.
ثانيا: أقرأ النص كاملاً وانظر ماذا يريد المؤلف ارساله من معنى؟ لكي تقوم
أنت كمترجم بتقمص شخصية وتنقل أحاسيسه ومشاعره وهو يكتب مقالته: فمثلاً:
لو وجدت هذا النص باللغة الإنجليزية وتريد ترجمته باللغة العربية:
John is constantly throwing his books on my bed
قد يترجم المترجم هذه الجملة: يرمي جون كتبه بتكرار على سريري
هنا أخطأ المترجم خطأ فادحاً لأنه لم ينقل مشاعر الكاتب الأصلي للنص، حيث
أن الكاتب ذكر constantly في جملته مع مضارع مستمر، والتي تعني أنه في
حالة غضب كبيرة جداً. فتكون الترجمة الصحيحة:
لما يرمي جون كتبه دائما على سريري.
هنا نقل المترجم أحاسيس الكاتب الأصلي ، حتى يتبين للقاريء العربي أن
المتحدث الإنجليزي غاضب، فظروف كـ always, forever, constantly إن أتت مع
مضارع مستمر فهي تدل على أن الكاتب مشتاط غضباً.
الأمر الثالث: ليس على المترجم أن يحصره النص على ما يريد، عليه أن ينقل
المعنى فقط لا أقل ولا أكثر، إن أردت أن تترجم ، فترجم المعنى ولن يستطيع
أحد ان ينقدك. فلو رأيتم كيف ترجمت "لما يرمي جون كتبه دائما على سريري"
وكيف أني وضعت لها كلمة استفهام مع أن الجملة الأصل لا تحوي على علامة
استفهام، ولكن فقط لأقوم بنقل المعنى على وجه الصحيح متقمصا مشاعر الكاتب.
الأمر الرابع: إن قمت بترجمة النص، فعليك أن تقرأ ترجمتك واسأل نفسك الأسئلة التالية:
هل المعنى واضح وصريح؟
هل مشاعر الكاتب الأصلي واضحه وبينه؟
هل القاريء العربي يرى النص وكأنه غير مترجم؟ (احذر أخي إن رأى القاريء
العربي نصك المترجم وأحس أنه مترجم ليس عربياً الأًصل، فمزق ورقتك. وقم
بإعادتها بنسق لا يستطيع القاريء العربي أن يميز هل هو نص عربي أم أجنبي،
وستكون ناجحاً)
الأمر الخامس: هل لديك قاموس في عدة مجالات: مثل قاموس للمصطلحات
الأقتصادية، وللسياسية واللأدبية وللعامية ولغيرها. وهذا قد لا يلزم على
المترجم حيث ستوفر له الشبكة العنكبوتيه المرادف المناسب بلا تعب.
هذا هو الدرس الأول:
الغاية هي وعي ما قلت وليس الحشو.
وانتظروني في درسي الثاني على نفس الموضوع. (وربما سأتأخر فلا تستعجلوا)