القرض الحسن.................

بسم الله الرحمن الرحيم

القرض الحسن

من الاعمال المفقودة التى نحتاج الى احيائها فى هذه الايام : القرض الحسن
.... لو اننا فى موسم المدارس وهناك مسلم مسكين اعسر ويحتاج الى خمسمئة
جنيه او الف جنيه ؛ فمن اين ياتى بها ؟ ! .... من البنوك ربا يحارب الله ؟
! .... ثم تتضاعف الالف ليصير عشرة الاف ؟ ....ام من اين ؟ ! .... وهنا
نسال : اين سنة القرض الحسن ؟

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الصدقة بعشر امثالها ؛ والقرض بثمانية عشر " اخرجه الطبرانى وصححه الالبانى

القرض بكم ؟ .... بثمانية عشر .... فلم لا نقرض ؟
نقول ياشيخ ! ليس هناك احد يسدد ؛ كل من يستلف لا يرد المال ؛ اقول لك ؛
وليكن .... ان لم يرد ؛ تصدق عليه بها ؛ تكن فى ظلها يوم القيامة فحبيبك
محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من انظر متعسرا او وضع عنه ؛
كان فى ظل صدقته يوم القيامة ؛ اخرجه بن حبان وصححه الالبانى

يوم القيامة تدنو الشمس من الرؤس ويلجم العرق الناس الجاما والزحام ....
والمعاصى .... فى هذه الساعة لك عنده الف جنيه وخمسمئة او مئة اوخمسين او
عشرين .... سترص جنيهات بجوار بعضها البعض وتظلك من حر الشمس .... هل هذه
خسارة ؟ ! .... هل هناك شىء يضيع ؟ ! .... ابدا

هذه قضية القرض .... اوقف خمسمئة جنيه او الف جنيه ؛ وقل لا ولادك : هذه
الالف للقرض .... انسان يقترض مئة ؛ وانسان يقترض خمسين ؛ وانسان يقترض
عشرين .... وتاخذ عليهم الايصالات ؛ قال الله : " ولا تسئموا ان تكتبوه
صغيرا او كبيرا الى اجله " البقرة 212

ستسدد بعد كم ؟ .... بعد شهر .... بعد ستة اشهر .... على مدار سنة .... فى الشهر خمس جنيهات ؛ لا باس .... وتكتب هذا .

واياك ان تسجن مسلما .... اياك ان تشتكيه بهذا الايصال .... ماذا ستستفيد
؟ .... دفع خير وبركة ؛ وتقرض غيره .... لم يدفع ؛ فضع عنه وسامحه واتركه
.... لله .... فنيت الالف .... لاباس .... فليس عليك شىء .... قد اديت
عملا لله

ما يضرنا لو فعلنا ذلك .... تقول : ومن عنده الف اليوم ؟ ! .... اقول :
مئة .... خمسون .... عشرة .... خمس .... المهم : قرض حسن .... لله .

لست انصحك ان تمر على الناس فتقول : من يريد ان يقترض ؟ .... لا .... لا
.... انما حين ترى مكروبا ؛ ساعد فى تفريج كربته ؛ قال الحبيب المصطفى
رسول الله ( ص ) : " من فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا ؛ فرج الله عنه
كربة من كرب يوم القيامة ... " .... اللهم فرج كربات المسلمين .... يارحم
الراحمين

نقلا من كتاب " قصة الالتزام والتخلص من رواسب الجاهلية " للشيخ محمد حسين يعقوب حفظه الله